تقرير في قناة فضائية كان بيعرض اللي حصل عند كنيسة مارجرجس من يومين
حقيقي مهزلة وحاجة تكسف
الناس أعدادهم هائلة بيهتفوا "باروح بالدم نفديك يا محمد" "لا الة الا الله" ... بيحاولوا يحدفوا الحواجز الامنية بعيد عشان يقتحموا الكنيسة والأمن المركزي بيضرب فيهم جامد...الناس بتحدف طوب..بعد شوية غاز مسيل للدموع بيفرق الناس...بيرجعوا يتجمهروا تاني والأمن بيالجأ لطلقات الرش
مشاهد كانها منقولة من فلسطين ولا العراق
والسبب؟ مسرحية تافهة اتعرضت من سنتين ونص بتسئ للاسلام وللرسول علية الصلاة والسلام
وانا بتفرج كنت بفكر في حاجة واحدة-هو دة اللي مدايقكوا اوي يا مسلمين؟ شوية عيال بيشتمونا في سرهم برعاية قس؟
امال محدش اتظاهر لية لما اعتصموا في الكنيسة اعتراضا على اسلام واحدة منهم؟ مشفناش ربع المظاهرة دي حتى لما القران اتنكس في جوانتاناموا
ولو نبص على تاريخ الاسلام هنلاقي ان الرسول علية الصلاة والسلام ياما اتاذى من اليهود لكن هل في مرة حارب فيها اليهود لانهم سبوة او رموة علية قاذورات وهو بيصلي؟ ابدا
طب القران بيقول اية؟ مش بيقول
(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)
طب مبنعملش كدة لية؟ ما طالبناش باعتذار رسمي زي الناس المحترمين لية؟ وبعدين ما البابا لغى عرض المسرحية ونفى القس اللي رعاها عايزين اية تاني؟
وبعدين لما احنا شيوخنا في صلاة الجمعة بيدعوا على اليهود والنصارى بمنتهى الثقة احنا زعلنا اوي كدة لية وهما بيهاجمونا بينهم وبين بعض؟
لازم الخطاب الديني يتغير باءة
وسؤال تاني مهم: اشمعنى دلوقتي بالذات المسرحية ظهرت؟ مين مصلحتة انة يولع في البلد؟
هل السبب التخلص من شعبية بعض الشخصيات المسيحية اللي أعلنت معارضتها للنظام الحاكم؟ يمكن والدليل ان الاستاذ خلة-المرشح المسيحي-انسحب
لكن معقولة عشان كرسي يولعوا في البلد؟ ما يتحرق الكرسي! أو ممكن بردة لشق وحدة الصف وتشتيت الانتباة عن انتخابات مجلس الشعب اللي هتحدد مصير الحزب الوطني ومصير التغيير اللي ممكن يحصل في البلد؟ وطبعا احسن حاجة تلهي الناس الدين
المحامي المسيحي اللي اتطعن وهو خارج من الكنيسة قال ان اللي طعنوة كان شكلهم بلطجية جايين مع بعض-كانهم متكلفين بمعنى أصح
قولة دة بيتطابق مع التغطية اللي في مدونة "طق حنك" هنا
توقعت أن أرى ملتحين أو مرتدي جلاليب أو حاملي مصاحف. معظم من رأيت كانوا من يوصفون
بشباب المناطق الشعبية. شباب "المنتئة". يدخلون للمظاهرة قليلاً ، ثم يخرجون ضاحكين
ليستريحوا أو يشربوا سيجارة. استمعت لواحد منهم و هو يحكي عن صديقه الذي أخذ في
التراجع مترقباً قنبلة غاز في الهواء و " في الآخر راح موقفها على صدره" و انفجر في
الضحك. ظلوا يحكون عن ركض أحدهم جهة رجال الأمن المركزي ثم تراجعه في آخر لحظة
مُهَوِشاً. لم يكونوا غاضبين . كانوا مستمتعين على ما يبدو. ينادون على بعضهم البعض
بصوت عال. يركضون ذهاباً و إيابا و على وجوههم الابتسامة. " فينك يا حمكشة" أفكر في
ما كتبه حمكشة عن 2010. يسأل رجل بائعاً شاباً في محل عن زميله فيقول له في عادية :
" لأ مش هنا، هوا في المظاهرة"
اللبيب يفهم باءة
بس الحاجة الاكيدة اللي المظاهرة دي وضحتها هي الكيان السياسي والاجتماعي الهش جدا اللي ممكن يُستغضب وينساق لاي حاجة بمنتهى البساطة والسذاجة
لازم باءة شعاراتنا اللي عمرها مليون سنة زي وحدة الهلال مع الصليب والوحدة الوطنية وكل الشعارات السطحية الجوفاء دي تتمحي ونبدا نتصارح باللي في قلوبنا بقالة سنين
حاجة تقرف
